فصل: (سورة الممتحنة: الآيات 4- 6)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة الممتحنة:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[سورة الممتحنة: الآيات 1- 3]

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3)}

.الإعراب:

{أيّها} منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب {الذين} بدل من أيّ في محلّ نصب- أو عطف بيان- {لا} ناهية جازمة {أولياء} مفعول به ثان منصوب {إليهم} متعلّق بـ {تلقون} وكذلك {بالمودّة}، و(الباء) سببيّة (الواو) حاليّة {قد} حرف تحقيق {بما} متعلّق بـ {كفروا}، {من الحقّ} متعلّق بحال من فاعل جاءكم {إيّاكم} ضمير منفصل في محلّ نصب معطوف على الرسول بالواو {أن} حرف مصدريّ ونصب {باللَّه} متعلّق بـ {تؤمنوا}.
والمصدر المؤوّل {أن تؤمنوا..} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو اللام متعلّق بـ {يخرجون}...
{ربّكم} نعت للفظ الجلالة {كنتم} ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط {جهادا} مصدر في موضع الحال.
{في سبيلي} متعلّق بـ {جهادا}، {ابتغاء} معطوف على {جهادا} منصوب {إليهم} متعلّق بـ {تسرّون}، {بالمودّة} مثل الأول في نوع التعليق (الواو) حاليّة {أعلم} خبر المبتدأ {أنا} وقصد به الوصف لا التفضيل {بما} متعلّق بـ {أعلم}، والثاني معطوف عليه، والعائدان لكليهما محذوفان (الواو) استئنافيّة {من} اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ {منكم} متعلّق بحال من فاعل يفعله (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق {سواء} مفعول به منصوب.
جملة: {النداء...} لا محلّ لها ابتدائية.
وجملة: {آمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {لا تتخذوا...} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {تلقون...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {كفروا...} في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (إليهم).
وجملة: {جاءكم...} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {يخرجون...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {تؤمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: {كنتم خرجتم...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {خرجتم...} في محلّ نصب خبر كنتم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي فلا تتّخذوا عدوى.. أولياء.
وجملة: {تسرّون...} في محلّ نصب حال من فاعل تتّخذوا جواب الشرط.
وجملة: {أنا أعلم...} في محلّ نصب حال من فاعل تسرّون وتلقون.
وجملة: {أخفيتم...} لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: {أعلنتم...} لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: {من يفعله...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يفعله...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: {ضلّ...} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
2- {لكم} متعلّق بحال من أعداء، {يبسطوا} مضارع مجزوم معطوف على {يكونوا} بالواو {إليكم} متعلّق بـ {يبسطوا}، {بالسوء} متعلّق بحال من فاعل يبسطوا و(الباء) للملابسة (الواو) عاطفة {لو} حرف مصدريّ..
والمصدر المؤوّل {لو تكفرون..} في محلّ نصب مفعول به عامله {ودّوا}....
وجملة: {يثقفوكم...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يكونوا...} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {يبسطوا...} لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: {ودّوا...} لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: {تكفرون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (لو).
3- (الواو) عاطفة والثانية استئنافيّة {لا} زائدة لتأكيد النفي {أولادكم} معطوف على {أرحامكم} مرفوع {يوم} ظرف زمان منصوب متعلّق بـ {تنفعكم}، {ما} حرف مصدريّ..
والمصدر المؤوّل {ما تعملون..} في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر {بصير}.
وجملة: {لن تنفعكم أرحامكم...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يفصل بينكم} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {اللَّه... بصير} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تعملون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

.الصرف:

(3) {أرحامكم}: جمع رحم اسم لمستودع الجنين وبمعنى القرابة وزنه فعل بفتح فكسر وهو مؤنّث.. ووزن أرحام أفعال.

.البلاغة:

العدول عن المضارع إلى الماضي: في قوله تعالى: {وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ}.
حيث عبّر بالماضي، وإن كان المعنى على الاستقبال، للإشعار بأن ودادتهم كفرهم قبل كل شي ء، وأنها حاصلة وإن لم يثقفوهم فهم يريدون أن يلحقوا بهم مضار الدنيا والدين جميعا، من قتل الأنفس، وتمزيق الأعراض، وردهم كفارا أسبق المضارّ عندهم، وأولها، لعلمهم أن الدين أعز عليهم من أرواحهم، والعدو أهم شيء عنده أن يقصد أعز شيء عند صاحبه.

.الفوائد:

- قصة حاطب:
روي أن مولاة لأبي عمرو بن صيفي بن هاشم، يقال لها سارة أتت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وهو يتجهز للفتح، فقال لها: «أمسلمة جئت»؟ قالت: لا. قال: «أفمهاجرة جئت»؟ قالت: لا. قال: «فما جاء بك»؟ قالت: احتجت حاجة شديدة.
فحث عليها بني عبد المطلب، فكسوها وحملوها وزودوها، فأتاها حاطب بن أبي بلتعة، وأعطاها عشرة دنانير، وكساها بردا، واستحملها كتابا إلى أهل مكة جاء فيه: (من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة، اعلموا أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يريدكم، فخذوا حذركم). فخرجت سارة ونزل جبريل بالخبر، فبعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عليا وعمارا وعمر وطلحة والزبير والمقداد وأبا مرثد، وكانوا فرسانا، وقال: «انطلقوا حتى تأتوا (روضة خاخ)، فإن بها ظعينة معها كتاب من حاطب إلى أهل مكة، فخذوه منها وخلوها، فإن أبت فاضربوا عنقها» فأدركوها، فجحدت وحلفت، فهمّوا بالرجوع، فقال علي: واللَّه ما كذبنا ولا كذب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وسل سيفه وقال لها: أخرجي الكتاب أو تضعي رأسك. فأخرجته من عقاص شعرها. فاستحضر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حاطبا وقال: «ما حملك على هذا»؟
فقال: يا رسول اللَّه ما كفرت منذ أسلمت، ولا غششتك منذ نصحتك، ولا أحببتهم منذ فارقتهم، ولكني كنت امرأ ملصقا من قريش، ولم أكن من أنفسها، وكل من معك من المهاجرين، لهم قرابات بمكة، يحمون أهاليهم وأموالهم، فخشيت على أهلي، فأردت أن أتخذ عندهم يدا، وقد علمت أن اللَّه ينزل عليهم بأسه، وأن كتابي لا يغني عنهم شيئا فصدقه، وقبل عذره. فقال عمر رضي اللَّه عنه: دعني يا رسول اللَّه أضرب عنق هذا المنافق. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «وما يدريك يا عمر لعل اللَّه قد اطلع على أهل بدر، فقال لهم اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم»، ففاضت عينا عمر رضي اللَّه عنه، فنزل قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ}.

.[سورة الممتحنة: الآيات 4- 6]

{قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قول إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6)}

.الإعراب:

{لكم} متعلّق بخبر كانت {في إبراهيم} متعلّق بـ {أسوة}، {معه} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الذين {إذ} ظرف للمضيّ في محلّ نصب متعلّق بخبر كان، {لقومهم} متعلّق بـ {قالوا}، {منكم} متعلّق بـ {برآء}، وكذلك {ممّا} فهو معطوف على الجارّ الأول {من دون} حال من المفعول المحذوف لفعل العبادة {بكم} متعلّق بـ {كفرنا}، {بيننا} ظرف منصوب متعلّق بحال من العداوة والبغضاء، وكذلك {بينكم} فهو معطوف عليه {أبدا} ظرف زمان منصوب متعلّق بحال من العداوة والبغضاء {حتّى} حرف غاية وجرّ {تؤمنوا} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى {باللَّه} متعلّق بـ {تؤمنوا}، {وحده} حال من لفظ الجلالة منصوب {إلّا} للاستثناء {قول} مستثنى منصوب من أسوة، {لأبيه} متعلّق بـ {قول} (اللام) لام القسم لقسم مقدّر {لك} متعلّق بـ {أستغفرنّ}، (الواو) حاليّة {ما} نافية {لك} الثاني متعلّق بـ {أملك}، {من اللَّه} متعلّق بـ {أملك} بحذف مضاف أي من عذابه {شيء} مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به {ربّنا} منادى مضاف منصوب {عليك} متعلّق بـ {توكّلنا}، {إليك} الأول متعلّق بـ {أنبنا}، {إليك} الثاني خبر مقدّم للمبتدأ المؤخر {المصير}.
جملة: {كانت لكم أسوة...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قالوا...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {إنّا برآء...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {تعبدون...} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {كفرنا بكم} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {بدا... العداوة} لا محلّ لها معطوفة على جملة كفرنا.
وجملة: {تؤمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل {أن تؤمنوا} في محلّ جرّ بـ (حتّى) متعلّق بـ (بدا).
وجملة: {أستغفرنّ...} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر... وجملة القسم المقدرة في محلّ نصب مقول القول للمصدر قول إبراهيم.
وجملة: {ما أملك...} في محلّ نصب حال من فاعل أستغفرنّ.
وجملة: {النداء وجوابه...} لا محلّ لها استئناف في حيّز قول إبراهيم.
وجملة: {عليك توكّلنا} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {أنبنا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {توكّلنا}.
وجملة: {إليك المصير} لا محلّ لها معطوفة على جملة {توكّلنا}.
5- {ربّنا} مثل الأول {لا} ناهية جازمة {فتنة} مفعول به ثان منصوب {للذين} متعلّق بنعت لـ {فتنة}، {لنا} متعلّق بـ {اغفر}، {أنت} ضمير منفصل أستعير لمحلّ النصب لتأكيد الضمير المتصل اسم إنّ.
وجملة: {النداء الثانية} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {لا تجعلنا...} لا محلّ لها جواب النداء الثاني.
وجملة: {كفروا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {اغفر لنا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تجعلنا.
وجملة: {النداء الثالثة} لا محلّ لها اعتراضيّة دعائية.
وجملة: {انّك أنت العزيز} لا محلّ لها تعليلة لطلب الغفران.
6- (اللام) لام القسم لقسم مقدر (قد) حرف تحقيق {كان لكم فيهم أسوة..} مرّ إعرابها {لمن} بدل من {لكم} بإعادة الجارّ (من) الثانية اسم شرط في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير فصل..
وجملة: {كان لكم...} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: {كان يرجو...} لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: {يرجو اللَّه...} في محلّ نصب خبر كان (الثاني).
وجملة: {من يتولّ...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: {يتولّ...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: {إنّ اللَّه هو الغنيّ...} لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المحذوف أي من يتولّ فإنّ وبال تولّيه على نفسه لأنّ اللَّه هو الغني.